السلآم عليكم ورحمة الله وبركاته 

اخوة الإيمان إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خير خلق الله تزوج على خمسمائة درهم، لو قلنا اليوم مهر بنت خمسمائة دينار لاستنكر الناس وقالوا: ما رخّصت المهر إلا لعلة! مرض او عقم أو بلاء فهل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه والتابعون لهم بإحسان هكذا؟

لقد تزوج علي وهو من العشرة المبشرين بالجنة من سيدة نساء الجنة فاطمة بنت محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم على درع لا تساوي أربعمائة درهم فأي بناتنا فاطمة وأي رجالنا علي؟

فإن قال بعضكم الزمان تغيّر! قلنا له الزمان لا يتغير إنما يتغير الناس فيغيرون العادات الحسنة بالسيئة، وقد زوّج أبو هريرة ابنته لسعيد بن المسيب وزوّج سعيد ابنته لرجل فقير من تلامذته.

ما كانوا ينتظرون الغني بل صاحب الخلق والدين

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتة في الأرض وفساد عريض.  رواه الترمذي وصححه الألباني 

واليوم إذا جاء من يرضون دينه وخلقه ولا يرضون ماله لم يقبلوا، لسان حال الأهل (الذين يتخذون الزواج تجارة) يقول: فقير! كيف يصبح غنيا! مع أن الله قادر أن يغنيه.

ولو جاءهم من لا يرضون دينه وخلقه ويرضون ماله قالوا يوشك أن يصلي يوشك أن يهتدي! ومثل ذلك كثير من البنات 

يا معشر المسلمين إن الغني لو كان بخيلا ما انتفعت ابنتكم بغناه.

ولو كان فقير المال سخي الناس لكان خيرا لها.

اللهم اهد شبابنا وبناتنا وزوّجهم واسترهم وأصلح حالهم.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم